جنود أوكرانيون: لا بد من انسحاب الروس قبل أي محادثات سلام

بعد صدّ هجمات خلال وقف إطلاق النار، الذي أعلنته روسيا لـ3 أيام خلال مطلع الأسبوع، قدّم بعض الجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون قرب خط المواجهة نصيحة لرئيسهم فولوديمير زيلينسكي؛ لا تتحدث مع موسكو حتى انسحاب القوات الروسية.
واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا بعد ساعة واحدة فقط من انتهاء سريان وقف إطلاق النار، وهو ما قال زيلينسكي إنه ممكن فقط بعد موافقة موسكو على وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يوماً اعتباراً من غد (الاثنين).
وقال قائد وحدة طائرات مسيرة في الحرس الوطني الأوكراني، واسمه الحركي تشيبا، لـ«رويترز»، إن أي محادثات لا يمكن أن تبدأ إلا بانسحاب روسي كامل إلى حدود أوكرانيا عندما نالت البلاد استقلالها في 1991.
وأضاف تشيبا، في مخبأ قرب خط المواجهة خلال إعداد طائرات مسيرة لمراقبة تحركات القوات الروسية مع انتهاء وقف إطلاق النار: «بصفتي جندياً ومواطناً أوكرانياً، أعتقد أنه قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات يتعين علينا العودة إلى حدود عام 1991».
وتابع: «هذا كل شيء. الانسحاب الكامل لجميع القوات من أراضي أوكرانيا. عندها يمكننا التحدث. مهما كان ما يفكر به (بوتين)، الاستيلاء على مناطق معينة أو تقسيم أراضٍ، فلم يمنحه أحد الحقّ في ذلك».
وكرّر آخرون في الوحدة آراء تشيبا.
وتحتل روسيا ما يقرب من خمس الأراضي الأوكرانية، وقالت مراراً إن كييف يجب أن تعترف «بالواقع على الأرض».
وأقرّ زيلينسكي بضرورة استعادة بعض الأراضي الأوكرانية المحتلة على الأقل عبر الدبلوماسية، لكن كييف لا تستطيع الاعتراف بالسيطرة الروسية على أي أراضٍ أوكرانية بموجب الدستور.
وقال زيلينسكي إن أي نقاش بشأن الأراضي لا يمكن أن يتم إلا بعد وقف إطلاق النار.
واستغل بوتين مؤتمراً صحافياً عقده في وقت متأخر من الليل لتقديم اقتراحه بإجراء محادثات، قال إنها ينبغي أن تستند إلى مسودة اتفاق تم التفاوض عليها في 2022، وبموجبها ستوافق أوكرانيا على الحياد الدائم.
ومن شأن ذلك أن يتناقض مع دستور أوكرانيا، الذي تم تعديله في 2019 ليشمل هدف «العضوية الكاملة» في حلف شمال الأطلسي.
وحظي زيلينسكي بدعم من القوى الأوروبية أمس (السبت)، عندما أيّد زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وقف إطلاق النار غير المشروط اعتباراً من غد.
وذكر تشيبا أنه يريد أيضاً إجراء مفاوضات، لكنه يخشى ألا تتم أبداً.
وقال تشيبا: «نعم، نحن بحاجة إلى مفاوضات. لكنه (بوتين) يخشى المحادثات»، مضيفاً أن لواءه لم يرَ أي دليل على وقف إطلاق النار خلال مطلع الأسبوع.
وأضاف: «لم نشهد أي وقف لإطلاق النار، كانت هناك هجمات متواصلة بمدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ، استخدموها كلها. لم نشهد أي وقف لإطلاق النار».
واستمرت التحركات الروسية حتى اليوم بعد انتهاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا عند منتصف الليل (21:00 بتوقيت غرينتش)، وذلك عندما حلّقت طائرات استطلاع مسيرة فوق قرية قريبة.
وقال تشيبا: «هناك حركة كثيفة للمركبات العسكرية والمدنية هناك… ومن المثير للاهتمام وجود سيارة مدنية قريبة جداً من خط التماس. مع العلم أنها لم تتضرر. لا بد أنهم يستغلونها جيداً».