23 May، 2025
عالمية

لماذا غيّب ترمب إسرائيل عن جولته الشرق أوسطية؟

  • مايو 17, 2025
  • 0 min read
لماذا غيّب ترمب إسرائيل عن جولته الشرق أوسطية؟

يعكس غياب محطة في إسرائيل عن الجولة الإقليمية للرئيس الأميركي دونالد ترمب دينامية جديدة في العلاقة بين الحليفين التاريخيين، في ظل تباين بينهما بشأن ملفات عدة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وعلى مدى الأيام الماضية، أدلى ترمب بتصريحات تتعارض مع السياسات العامة لإسرائيل حيال إيران واليمن وسوريا، ما دفع الصحافة الإسرائيلية إلى الحديث عن توتر بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم تشديد الجانبين في العلن على أن العلاقة ممتازة.

وحققت الولايات المتحدة مكسباً، الاثنين، مع إفراج «حماس» عن الجندي الإسرائيلي الحامل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر من قطاع غزة، على أثر محادثات مع الحركة الفلسطينية بوساطة قطرية.

وأتى ذلك في وقتٍ يواجه فيه نتنياهو انتقادات داخلية، على خلفية عدم تمكنه من إعادة 57 من الرهائن لا يزالون محتجَزين في قطاع غزة منذ هجوم غير مسبوق شنّته حركة «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأشعل فتيل الحرب.

في سياق موازٍ، تحدّث ترمب في الخليج عن قرب التوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي، وهو ما يتناقض أيضاً مع موقف إسرائيل؛ العدو الإقليمي اللدود لإيران.

وقال خبير السياسة الخارجية في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، إيلداد شافيت: «يبدو أن إسرائيل مستبعَدة من هذه المفاوضات».

وأشار إلى أن ترمب يُظهر موقفاً «تصالحياً» أكثر، وأن أي اتفاق محتمل مع طهران قد لا يُرضي الحكومة الإسرائيلية التي تطالب بتفكيك كامل للمنشآت النووية الإيرانية.

«تخدم مصالحي»

ويبدو أن الرئيس الأميركي يُقْدم على خطوات لا يراعي فيها موقف حليفه الإسرائيلي، سواء مع الحوثيين في اليمن، أم مع السلطات الجديدة في سوريا.

فقد توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين بين الطرفين، لكن المتمردين اليمنيين يواصلون إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.

أما سوريا فقد أعلن ترمب، بشكل غير متوقع، رفع العقوبات المفروضة عليها، والتقى في الرياض رئيسها الانتقالي أحمد الشرع، وأبدى إعجابه به، في حين أن إسرائيل لا توفر الانتقادات الحادة للسلطات الجديدة التي تولت الحكم في دمشق، عقب الإطاحة ببشار الأسد.

وقال المحلل في معهد تشاتام هاوس يوسي ميكلبيرغ إن ترمب «لا يُولي العلاقة التاريخية والتقارب بين إسرائيل والولايات المتحدة أهمية كبيرة».

وأضاف أنه «مع ترمب، لم يكن هناك على الإطلاق شهر عسل (مع إسرائيل)، كل شيء هو عبارة عن مصالح. اليوم تخدم مصالحي، إذن أنا أقرب أصدقائك. غداً، أتخلى عنك».

وأوضح أن عدم مجيء ترمب إلى إسرائيل مردُّه إلى أنه «لن يجني شيئاً من ذلك. لو كان هناك ما يجنيه لأتى، مثلاً اتفاق لإطلاق سراح جميع الرهائن».

وشدد على أن الملياردير الجمهوري الآتي من عالم العقارات «يذهب إلى حيث يمكن أن يحصل على شيء ما».

دعم كامل

إلا أن هذه التباينات لا تعني التشكيك في التحالف القائم بين البلدين.

وتُواصل واشنطن إظهار دعمها لإسرائيل، رغم الدعوات المتزايدة، خصوصاً من الدول الأوروبية، لخفض التصعيد في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وقالت الخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية ميراف زونسزين إن «ترمب يواصل منح نتنياهو كامل الصلاحية ودعماً كاملاً، بما في ذلك في مجال التسلح».

لكن الأمور بلغت «لحظة حاسمة وقد تمضي في اتجاهات مختلفة»، وفق زونسزين.

ورأى شافيت، الذي سبق أن عمل مستشاراً وزارياً، أن ترمب لم يقم فحسب «بتأمين الإفراج عن رهينة أميركي، بل يسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار (…) ولست واثقاً من أن الحكومة الإسرائيلية على وفاق معه فيما يتعلق بمرحلة ما بعد الحرب».

وباتت إسرائيل عرضة لانتقادات صريحة من الأمم المتحدة، وتواجه إجراءات في المحكمة الجنائية الدولية.

وقال شافيت إن «على نتنياهو أن يكون حذراً للغاية مع ترمب؛ لأن إسرائيل بحاجة إلى دعمه العسكري والسياسي».

في ظل ذلك، رأى رئيس الوزراء، الأحد، أن على إسرائيل أن «تتوقف»، في نهاية المطاف، عن تلقي مساعدات عسكرية أميركية، دون تقديم تفاصيل.

وتتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن انزعاج متبادل بين الزعيمين، مشيرة إلى تسريبات عن نفاد صبر الإدارة الأميركية من تواصل الحرب في غزة، بينما تشعر الحكومة الإسرائيلية بالغضب لتهميشها في مسائل أساسية.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *