مئات الفنانين والمثقفين في بريطانيا يدعون إلى تجميد مبيعات الأسلحة لإسرائيل

دعا أكثر من 300 شخصية من عالم الفنون والثقافة في المملكة المتحدة؛ بينهم الممثل بينيديكت كومبرباتش، ونجمة موسيقى البوب دوا ليبا، اليوم (الخميس)، رئيس الوزراء كير ستارمر، إلى تعليق إمدادات الأسلحة لإسرائيل والمساعدة على التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وكتب الفنانون والمثقفون في رسالة حملت أيضاً توقيع المغنية آني لينوكس، والفنانة تريسي إمين، والممثلين ريز أحمد وتيلدا سوينتون ونومي راباس: «نحضّكم على اتخاذ تدابير فورية لوضع حد لتواطؤ المملكة المتحدة في الفظاعات في غزة».
وتابعت: «نطلب منكم التعليق الفوري لكل مبيعات الأسلحة وتراخيص التصدير البريطانية إلى إسرائيل، واستخدام كل الوسائل المتوافرة لضمان الوصول الإنساني الكامل إلى غزة للمنظمات ذات الخبرة من دون تدخل عسكري، والالتزام تجاه أطفال غزة بالتفاوض على وقف إطلاق نار فوري ودائم ووضع حد للمجاعة».
وقالت جوزي نوتن، المؤسسة المشاركة لجمعية «تشوز لوف» لمساعدة اللاجئين التي كانت خلف مبادرة توجيه الرسالة، إن «الكلمات لن تنقد حياة الأطفال الفلسطينيين الذين يُقتلون، الكلمات لن تملأ بطونهم الفارغة. نحن بحاجة إلى تحرك الآن من كير ستارمر».
ووصف الزعيم العمالي الوضع في غزة بأنه «غير مقبول»، مندداً بتكثيف إسرائيل هجومها في منتصف مايو (أيار) على القطاع الفلسطيني، حيث تخوض حرباً ضد «حماس» منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على أراضي الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وعلقت الحكومة البريطانية مفاوضاتها حول اتفاق تبادل حر مع إسرائيل واستدعت سفيرة هذا البلد في المملكة المتحدة.
كانت لندن قد علقت في سبتمبر (أيلول) 2024 نحو ثلاثين ترخيصاً لتصدير أسلحة إلى إسرائيل، مشيرةً إلى «خطر» استخدامها في انتهاكٍ للقانون الدولي في قطاع غزة.
وباشرت منظمات غير حكومية تحركاً قضائياً للمطالبة بتوسيع نطاق الحظر ليشمل تصدير قطع مصنَّعة في المملكة المتحدة تجهّز المقاتلات الأميركية من طراز «إف-35» التي تستخدمها إسرائيل.
وندَّد نحو 380 كاتباً من المملكة المتحدة وآيرلندا، بينهم زادي سميث وإيان ماك إيوان وإرفين ويلش، أول من أمس، بـ«إبادة جماعية» تجري في غزة، داعين الأمم المتحدة إلى توزيع فوري وبلا عوائق للغذاء والمساعدات الطبية في غزة، وإلى وقف إطلاق النار.
كما وقَّع رسالة مماثلة، الثلاثاء، نحو 300 كاتب ناطق بالفرنسية، من بينهم اثنان من حائزي جائزة نوبل للأدب هما آني إرنو وجان ماري غوستاف لوكليزيو.
وتواجه إسرائيل اتهامات متزايدة بارتكاب «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين، صدرت عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وعدد متزايد من الدول وفنانين من العالم بأسره، فيما تنفي الدولة العبرية ذلك.
ورفعت إسرائيل جزئياً الأسبوع الماضي الحصار المطبق الذي تفرضه على قطاع غزة منذ الثاني من مارس (آذار) وتمنع من خلاله دخول أي إمدادات إليه، مما تسبب بنقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والوقود. وأعلنت الدولة العبرية التي تقول إن الحصار يهدف إلى القضاء على «حماس» والإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع، أن مئات الشاحنات المحمَّلة مساعدات إنسانية دخلت إلى غزة.
وأدى هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل إلى مقتل 1218 شخصاً في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى مصادر رسمية. ومن بين 251 شخصاً خُطفوا خلال الهجوم، لا يزال 57 في غزة، أكد الجيش وفاة 34 منهم على الأقل.
وفي المقابل، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة عن مقتل أكثر من 54249 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، التي تعدها الأمم المتحدة موثوقة.