5 June، 2025
سياسية

تفاصيل المرحلة الثانية لتبادل الأسرى بين الحكومة السورية وقسد

  • يونيو 3, 2025
  • 1 min read
تفاصيل المرحلة الثانية لتبادل الأسرى بين الحكومة السورية وقسد

حلب – اختلطت دموع الفتاة السورية شهد مع صرخاتها وهي تبحث عن أخيها بين الأسرى الذين خرجوا، راجية اللقاء به بعد أشهر من الفقد ولكن من دون جدوى، ومحاولة أن تعرف مصيره الذي ما زال مجهولا. صرخت شهد مستنجدة بالرئيس السوري أحمد الشرع أن يجد لها أخاها الذي لا تملك سندا غيره في هذه الحياة بعد أن فقدت عائلتها.

قالت للجزيرة نت “بعد تحرير حلب من النظام البائد، كان أخي متوجها إلى السوق فضلّ طريقه باتجاه حي الشيخ مقصود فتم أسره، ومنذ ذلك الحين لا نعرف مصيره”.

وأجرت الحكومة السورية عملية تبادل الدفعة الثانية من الأسرى مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مدينة حلب بعد مفاوضات استمرت أشهرا بينهما، أُفرج بموجبها عن عشرات الأسرى من الطرفين.

الأسرى المحررن في صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة السورية وقسد
الدفعة الثانية من الأسرى المحررين بين الحكومة السورية وقسد ضمت أكثر من 450 شخصا (الجزيرة)

عملية كبيرة

وأعلنت اللجنة المكلفة من قبل الرئاسة السورية عن البدء بتنفيذ بند “تبييض السجون” مع قسد، حيث نُفذت هذه العملية، وهي الأكبر بين الجانبين، وخرج بموجبها:

  • 176 معتقلا وأسيرا من المدنيين والعسكريين من سجون قوات سوريا الديمقراطية.
  • 8 أسرى من وحدات حماية المرأة.
  • 282 أسيرا من عناصر قوات سوريا الديمقراطية.

وجرت عملية التبادل في مدخل حي الشيخ مقصود الذي كانت تسيطر عليه “قسد” بالقرب من مفرق العوارض الذي يفصل بين منطقتي سيطرة هذه القوات والحكومة السورية.

وفي 3 أبريل/نيسان الماضي، بدأت الحكومة السورية و”قسد” تبادل الأسرى تنفيذا لاتفاق توصل إليه الطرفان في 10 مارس/آذار الماضي. وتم خلال العملية الأولى تبادل نحو 250 أسيرا بين مديرية الأمن الداخلي في حلب (شمال) و”قسد”. وأفاد مصدر من الرئاسة السورية للجزيرة بأن تبادل الأسرى سيكون على 3 دفعات.

قصص معتقلين

من ناحيته، قال أحمد سعد الدين الذي خرج من سجون قوات سوريا الديمقراطية، للجزيرة نت، إنه اعتقل منذ 6 أشهر إثر تعرضه لإطلاق الرصاص بشكل مباشر وإصابته، بعد أن أضاع الطريق داخل مدينة حلب ودخل باتجاه حي الشيخ مقصود، و”كان التعامل سيئا للغاية داخل المعتقل من قبل هذه القوات”.

بدوره، أوضح محمد عبد العزيز للجزيرة نت “اعتُقلت قبل 3 أشهر على حاجز حي الأشرفية الذي تسيطر عليه قسد بعد أن أضعت الطريق داخل مدينة حلب أثناء الذهاب للعلاج في أحد المراكز الطبية، وربما هذا كان سبب معاملتهم الجيدة معي، فلم أتعرض للتعذيب أو الإهانة بسبب وضعي الصحي”.

الأسرى المحررن في صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة السورية وقسد
معتقلون مفرج عنهم تحدثوا عن معاملة سيئة من قوات قسد بحقهم (الجزيرة)

أما الحاج أحمد فيقول للجزيرة نت إنه اعتُقل من قبل قوات سوريا الديمقراطية قبل سقوط النظام السابق بأيام أثناء خروجه من حلب باتجاه مدينة الباب (شمال) التي كانت خارج سيطرة قوات النظام السابق.

وأضاف أنه اعتقل بعد أن أضاع الطريق وخرج باتجاه دير حافر شرقي حلب التي كانت تخضع لسيطرة “قسد”، ومن ثم نقل إلى مدينة الطبقة في مدينة الرقة ومن ثم إلى مدينة الحسكة شرقي سوريا. ولفت إلى أن المعاملة كانت “سيئة جدا رغم كبر سنه”.

من جهته، لا يزال قاسم الأسعد من مدينة حلب يبحث بين الأسرى الذين خرجوا عن ولده الذي ضلّ الطريق قبل 60 يوما ودخل مناطق سيطرة “قسد”، ولا يعلم عنه أي خبر وهل ما زال على قيد الحياة أم لا، ويناشد الحكومة السورية أن “تسرّع خروج جميع الأسرى ليعودوا إلى أهاليهم الذين لا يعرفون مصيرهم”.

الأسرى المحررن في صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة السورية وقسد
عملية التبادل تمت في مدخل حي الشيخ مقصود الذي كانت تسيطر عليه قسد (الجزيرة)

اتفاق

وقال طه الحسين من مدينة إدلب للجزيرة نت إن ولده عمر عنصر في جيش الحكومة السورية الجديدة كان برفقة زوجته ووالدته قبل أن يضلّ الطريق باتجاه حي الشيخ مقصود، حيث تم اعتقاله والإفراج عن زوجته ووالدته.

وأضاف أن كان ينتظر خروجه في عملية التبادل الأولى، واليوم أيضا ينتظر على أمل الإفراج عليه في المرحلة الثانية.

يُشار إلى أنه في 10 مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اتفاقا يقضي باندماج قوات “قسد” في الجيش السوري ومؤسسات الدولة الأخرى، والتأكيد أن المجتمع الكردي مكون أصيل من مكونات الشعب والدولة.

وشمل الاتفاق ضمّ كل المنطقة الواقعة تحت سيطرة “قسد” (حيّي الأشرفية والشيخ مقصود) ضمن أجنحة الإدارة السورية الجديدة، بما في ذلك المعابر والمطارات وحقول النفط، إلى جانب عودة السوريين المهجّرين إلى بلداتهم وقراهم شمال شرقي سوريا، على أن يكتمل تنفيذ الاتفاق قبل نهاية العام الجاري.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *