انهيار الحكومة الهولندية بعد انسحاب الزعيم اليميني فيلدرز من الائتلاف
أعلن رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف استقالته اليوم الثلاثاء، في خطوة ستؤدي على الأرجح إلى إجراء انتخابات مبكرة.
جاء ذلك بعد ساعات من انسحاب السياسي المناهض للمسلمين خيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب بالحكومة، من الائتلاف اليميني بسبب ما وصفه بتقاعس الائتلاف عن دعم سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بالهجرة.
ووفقا لـ«رويترز»، سيغادر الوزراء المنتمون لحزب الحرية بزعامة فيلدرز الحكومة، بينما سيستمر الآخرون في الوقت الحالي كحكومة تسيير أعمال.
ومن المرجح عدم إجراء أي انتخابات قبل شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وعادة ما يستغرق تشكيل حكومة جديدة شهورا في المشهد السياسي الهولندي المنقسم.
وأدى الغضب من الهجرة وارتفاع تكاليف المعيشة إلى تعزيز وضع اليمين المتطرف وزيادة الانقسامات في أوروبا في وقت تحتاج فيه إلى الوحدة للتعامل بفعالية مع الخطر الذي تمثله روسيا ومع السياسات المتقلبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال شوف بعد اجتماع طارئ للحكومة عقب انسحاب فيلدرز: «أبلغت قادة الحزب مرارا في الأيام القليلة الماضية أن انهيار الحكومة سيكون غير ضروري وغير مسؤول». وأضاف: «نواجه تحديات جسيمة على الصعيدين الوطني والدولي تتطلب منا الحزم».
وأوضح شوف أنه سيقدم استقالته إلى الملك فيليم ألكسندر في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.
وأعرب فيلدرز عن استيائه مما وصفه ببطء في تطبيق «أشد سياسات الهجرة صرامة على الإطلاق»، والتي اتفق عليها مع شركائه في الائتلاف بعد فوزه المفاجئ بالانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
وكتب فيلدرز في منشور على موقع «إكس»: «لا توقيع على خططنا المتعلقة باللجوء… حزب الحرية ينسحب من الائتلاف».
Geen handtekening voor onze asielplannen.Geen aanpassing Hoofdlijnenakkoord.PVV verlaat de coalitie.
— Geert Wilders (@geertwilderspvv) June 3, 2025
ودعا سياسيون من المعارضة الهولندية إلى إجراء انتخابات جديدة بعد انسحاب حزب فيلدرز من الحكومة.
وقال فرنس تيمرمانز، زعيم أكبر كتلة معارضة في البرلمان الهولندي، إن «هولندا تستحق حكومة توحد الشعب وتعمل جنبا إلى جنب على إيجاد حلول حقيقية».
وأضاف تيمرمانز: «لقد حان وقت الانتخابات، ونحن على استعداد لها». وقال تيمرمانز إن الحكومة المنهارة، بقيادة حزب «من أجل الحرية» الشعبوي المتطرف بزعامة فيلدرز، أوصلت البلاد إلى حالة من الجمود، في حين يتم شن حرب في أوروبا ويشعر المواطنون بالقلق على مستقبلهم.
ووصف تيمرمانز التحالف الحاكم الفاشل المكون من أربعة أحزاب بأنه عاجز ومفكك ومثقل بالصراعات. واختتم تيمرمانز حديثه قائلا: «هذا ما يحدث عندما يتم منح السلطة للأحزاب المتطرفة».
ودعا زعيم الحزب الاشتراكي، جيمي ديك، أيضا إلى إجراء انتخابات جديدة، مضيفا أنه «من الأفضل أن تكون في أقرب وقت ممكن».
وهذا يعني فترة من عدم اليقين السياسي في خامس أكبر اقتصاد بالاتحاد الأوروبي، في ظل تحقيق أحزاب اليمين المتطرف مكاسب في جميع أنحاء القارة.
وأتت الأزمة الحكومية قبل أسابيع قليلة من استضافة هولندا لقادة العالم في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
