أفغان ساعدوا الولايات المتحدة خلال الحرب يناشدون ترمب استثناءهم من حظر السفر

ناشدَ عددٌ من الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة خلال حربها ضد طالبان الرئيسَ دونالد ترمب، الخميس، استثناءهم من حظر السفر، الذي قد يُفضي إلى ترحيلهم إلى أفغانستان، حيث يُحتمل أن يواجهوا اضطهاداً.
جاءت مناشدتهم بعد ساعات من إعلان ترمب حظر دخول الولايات المتحدة على مواطني 12 دولة، من بينها أفغانستان، بحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس»، الاثنين.
ويؤثر هذا الحظر على آلاف الأفغان، الذين فرّوا من حكم «طالبان»، وتلقى آلاف موافقة على إعادة توطينهم ضمن برنامج أميركي مخصص لمساعدة الأشخاص المعرّضين للخطر بسبب عملهم مع الحكومة الأميركية أو المؤسسات الإعلامية أو منظمات الإغاثة الإنسانية، لكن علّق ترمب هذا البرنامج في يناير (كانون الثاني)؛ ما أدى إلى تقطّع السبل بأفغان عالقين في دول مثل باكستان وقطر.
في الوقت نفسه، بدأت باكستان بترحيل الأجانب الذين تقول إنهم يقيمون فيها بشكل غير قانوني – وغالبيتهم أفغان – مما زاد من شعور اللاجئين بالخطر.
وقال أفغاني عمل من كثب مع وكالات أميركية قبل عودة «طالبان» إلى سدّة الحكم عام 2021: «هذا خبر مُفجِع ومحزن». وتحدث شريطة عدم ذكر اسمه خوفاً من انتقام «طالبان» أو اعتقال السلطات الباكستانية.
وأضاف أن حظر السفر على ما يُقدّر بـ20 ألف أفغاني في باكستان قد يشجّع الحكومة على ترحيل الأفغان المنتظرين إعادة توطينهم في الولايات المتحدة. وقال في تصريح لوكالة أنباء«أسوشييتد برس»: «لقد حطم الرئيس ترمب كل الآمال».
وأكّد أن حياته ستكون في خطر إذا عاد إلى أفغانستان مع عائلته؛ لأنه عمل سابقاً في السفارة الأميركية في كابل على حملات توعية عامة تروّج للتعليم.
وأضاف قائلاً: «تعلمون أن (طالبان) تُعارض تعليم الفتيات. لأميركا الحق في تحديد سياستها المتعلقة بالهجرة، لكن لا ينبغي أن تتخلى عمَن وقفوا إلى جانبها، وعرّضوا حياتهم للخطر وتلقوا وعوداً بمستقبل أفضل».
من جهته، قال أفغاني آخر يُدعى خالد خان إن القيود الجديدة قد تعرّضه وآلافاً غيره للاعتقال في باكستان.
وأضاف أن الشرطة كانت تتجنب توقيفه وعائلته سابقاً بطلب من السفارة الأميركية.
وأوضح قائلاً: «عملتُ مع الجيش الأميركي لمدة ثماني سنوات، وأشعرُ أنني تُركتُ لمصيري وتخلوا عني. يصدر ترمب كل شهر قراراً جديداً». وقد فرّ خان إلى باكستان منذ ثلاث سنوات.
وتابع: «العودة إلى أفغانستان ستُهدّد تعليم ابنتي. تمنع (طالبان) الفتيات من الدراسة بعد الصف السادس؛ ستبقى ابنتي غير متعلمة إذا عدنا».
وختم قائلاً: «لم يعد يُهم إنْ تحدثنا ضد سياسات ترمب أم لا. ما دام هو في السلطة، فنحن بلا حيلة. أوكلتُ أمري إلى الله».
ولم تعلق حكومة «طالبان» فوراً على حظر السفر. يُذكر أن باكستان كانت قد أعلنت سابقاً تعاونها مع دول مضيفة لإعادة توطين الأفغان، لكن لم يُعلّق أحد على القرار الأخير لترمب.
ولا يغير الحظر الكثير بالنسبة إلى معظم الأفغان الذين يواجهون في الأساس حواجز على السفر إلى الخارج، لكنّ كثيرين كانوا يعلّقون آمالهم على حياة جديدة في الولايات المتحدة شعروا بأن القرار بمثابة ضربة جديدة.
وقالت مهرية (22 عاماً) من باكستان، حيث تنتظر منذ قدّمت طلب تأشيرة اللجوء إلى الولايات المتحدة عام 2022: «تخلينا عن آلاف الأحلام وعن حياتنا بأكملها وقدِمنا هنا بانتظار الوعد الأميركي، لكننا اليوم نعاني جحيما تلو الآخر»، بحسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين.
ولا توجد سفارة أميركية تعمل في أفغانستان منذ أطاحت «طالبان» الحكومة المدعومة من الخارج عام 2021؛ ما يجبر الأفغان على التقدّم بطلبات الحصول على تأشيرات في بلدان ثالثة.
وجاءت عودة «طالبان» بعد انسحاب القوات الأميركية وتلك التابعة لحلف شمال الأطلسي التي أطاحت الحركة قبل عقدين على ذلك، رداً على اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
وتطبق حكومة «طالبان» مذاك أحكام الشريعة بصيغة متشددة وتفرض قيوداً على النساء، بما في ذلك حظرهن من التعليم في بعض الحالات، والعمل.
وتقدّم مئات آلاف الأفغان بطلبات للحصول على تأشيرات للانتقال إلى الولايات المتحدة، إما كلاجئين أو بموجب برنامج «تأشيرة الهجرة الخاصة» المخصصة لأولئك الذين دعموا الحكومة الأميركية في حربها ضد «طالبان».