عرض عسكري في واشنطن بحضور ترمب وسط مظاهرات تتهمه بـ«الديكتاتورية» (صور)

حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (السبت)، في واشنطن عرضاً عسكرياً طالما سعى لتنظيمه وتزامنت إقامته مع عيد ميلاده الـ79، في حين خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الرافضين للعرض في جميع أنحاء البلاد متهمين الرئيس الجمهوري بـ«الديكتاتورية».
وأدى ترمب التحية العسكرية مع صعوده والسيدة الأولى ميلانيا إلى منصة ضخمة أمام البيت الأبيض، حيث تعالت هتافات «أميركا أميركا»، قبل أن تمر الدبابات وتحلق الطائرات فوق رؤوس الحاضرين ويسير نحو 7 آلاف جندي في شوارع واشنطن، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأقيم العرض احتفالاً بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي، الذي صادف أيضاً أنه يوم عيد ميلاد ترمب.
وتبدى الانقسام السياسي في الولايات المتحدة مع خروج مظاهرات «لا ملوك» إلى الشوارع في نيويورك ولوس أنجليس وشيكاغو وفيلادلفيا وهيوستن وأتلانتا، ومئات المدن الأميركية الأخرى، للتنديد بما يقولون إنه تجاوزات «استبدادية» لترمب.
وأصيب شخص على الأقل بجروح «خطيرة» في إطلاق نار خلال مظاهرة في مدينة سولت ليك سيتي بغرب الولايات المتحدة، على ما أعلنت الشرطة.
وقالت شرطة مدينة سولت ليك سيتي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «نؤكد أن إطلاق النار أسفر عن إصابة شخص بجروح خطيرة. نُقل المصاب إلى مستشفى للعلاج من جروح تمثل خطراً على حياته».
We can confirm the shooting resulted in one person being critically injured.The patient has been taken to a hospital with life-threatening injures.Officers are asking people to leave safely and orderly.This remains a very fluid situation.Media staging is at 100 South… pic.twitter.com/N327OgqJQG
— Salt Lake City Police Department (@slcpd) June 15, 2025
وأضافت: «لدينا شخص مشتبه به قيد التوقيف».
وقال منظمو احتجاجات «لا ملوك» إنّ المظاهرات تأتي «رداً مباشراً على عرض ترمب المبالغ فيه»، الذي «يموله دافعو الضرائب فيما يُقال لملايين الناس إنه لا توجد أموال».
مقتل مشرّعة ديمقراطية
وطغى على العرض العسكري في العاصمة نبأ مقتل مشرّعة ديمقراطية السبت، في ولاية مينيسوتا الشمالية.
وسارع ترمب إلى إدانة «إطلاق النار المروّع» الذي أودى بحياة ميليسا هورتمان العضوة في مجلس نواب ولاية مينيسوتا وزوجها.
ووفق حاكم الولاية تيم والز، فقد قتلت هورتمان وزوجها «بالرصاص في وقت مبكر من صباح السبت فيما يبدو أنه اغتيال بدوافع سياسية»، مضيفاً أن مسؤولاً منتخباً ثانياً وزوجته أصيبا أيضاً بجروح بعد استهدافهما.
وتبحث السلطات عن شخص يدعى فانس بولتر يبلغ 57 عاماً، يعتقد أنه انتحل صفة شرطي، ويشتبه بأنه على صلة بإطلاق النار في مينيسوتا. وعثر في سيارته على منشورات تحمل شعار «لا ملوك» وعلى بيان ترد فيه أسماء عدد من المسؤولين.
«يوم عظيم»
والعروض العسكرية أكثر شيوعاً في عواصم مثل موسكو وبيونغ يانغ مقارنة بواشنطن، لكن ترمب طالما أعرب عن رغبته لإقامة عرض عسكري منذ حضوره العرض بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في باريس، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون عام 2017.
وتحقق حلمه السبت في واشنطن مع عرض ضخم بلغت تكلفته 45 مليون دولار، على الرغم من أنه بدأ قبل نحو نصف ساعة من الموعد المحدد بسبب توقعات بهطول أمطار وحصول عواصف رعدية.
وبدأ العرض بإطلاق 21 طلقة مدفعية تحية لترمب، تلاها تقديم علم وطني له من قبل فريق مظليين تابع للجيش هبط من السماء.
وتمركزت دبابتان ضخمتان من طراز «أبرامز» أمام المنصة التي كان يجلس عليها ترمب.
ومر بعد ذلك جنود بأزياء وأسلحة تمثل عصوراً مختلفة من تاريخ الولايات المتحدة، وكان المذيع يروي الانتصارات على القوات اليابانية والألمانية والصينية والفيتنامية في الحروب الماضية.
وكان ترمب قد عدّ على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال»، أن هذا يوم «عظيم لأميركا».
«عرض مبتذل»
في الأثناء، رفض البيت الأبيض مظاهرات «لا ملوك»، ووصفها بأنها «فشل كامل»، زاعماً أن أعداد المشاركين فيها «ضئيلة».
واستهدف بعض المتظاهرين منتجع مارالاغو الذي يملكه ترمب في بالم بيتش بولاية فلوريدا.
وقالت سارة هارغرايف (42 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في ضاحية بيثيسدا بواشنطن خلال تحرك احتجاجي: «أعتقد أنه مثير للاشمئزاز»، في إشارة إلى العرض العسكري الذي وصفته بأنه «استعراض للنهج الاستبدادي».
واتهم المنتقدون ترمب بالتصرف كخصوم الولايات المتحدة المستبدين.
من جانبه، قال حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم، الذي انتقد ترمب لنشره قوات الحرس الوطني في لوس أنجليس من دون موافقته، إنه «عرض مبتذل للضعف».
وأضاف الخميس، أن العرض «من النوع الذي تراه مع كيم جونغ أون، وتراه مع بوتين، وتراه مع الديكتاتوريين حول العالم. الاحتفال بعيد ميلاد القائد العزيز؟ يا له من أمر مُحرج».