موسكو: واشنطن ألغت الجولة المقبلة من المحادثات بين البلدين

أعلنت روسيا، الاثنين، أن الولايات المتحدة ألغت الجولة المقبلة من المحادثات بين البلدين، في انتكاسة واضحة للعملية التي أطلقها الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترمب لتحسين العلاقات الثنائية.
ولم تذكر المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في بيان ما إذا كانت واشنطن قد قدمت أي سبب لتوقف المحادثات التي بدأت بعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني). وتصف روسيا العلاقات بأنها وصلت إلى «دون الصفر» في عهد الإدارة السابقة للرئيس جو بايدن، التي زوّدت أوكرانيا بأسلحة أميركية متطورة وفرضت جولات عدة من العقوبات على موسكو بسبب الحرب.
وقالت زاخاروفا: «أُلغي الاجتماع المقبل في إطار المشاورات الثنائية بشأن إزالة (العوامل المثيرة للقلق) من أجل تطبيع أنشطة البعثات الدبلوماسية لكلا البلدين بمبادرة من المفاوضين الأميركيين». وأضافت: «نأمل ألا يطول هذا التوقف».
وقالت روسيا، الأسبوع الماضي، إن المحادثات الأميركية – الروسية، التي كانت تسير على مسار منفصل عن مناقشات إنهاء الحرب في أوكرانيا، ستنتقل قريباً من إسطنبول إلى موسكو.
ومع ذلك، نفى الكرملين تعثر الحوار، إلا أنه أفاد، الأسبوع الماضي، أيضاً بوجود «عقبات كثيرة في العلاقات الثنائية»، وأنه من غير المتوقع أن تفضي المحادثات الرامية إلى تحسينها إلى نتائج سريعة.
في سياق متصل، سلّمت روسيا جثامين 1245 أوكرانياً، حسبما أعلنت كييف، الاثنين، ضمن دفعة أخيرة واردة من اتفاق لإعادة جثث أكثر من 6 آلاف شخص أبرم خلال محادثات سلام في تركيا في وقت سابق هذا الشهر.
وقالت الوكالة الحكومية التي تنسق عملية التسليم: «أعيد 1245 جثماناً إضافياً إلى أوكرانيا. الجزء المتعلق بإعادة (الجثامين) قد استُكمل». وتابعت الوكالة أن «أوكرانيا تسلمت 6057 جثماناً» منذ بداية عملية التبادل، الأسبوع الماضي.
وكتب وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف عبر فيسبوك: «سيتم تحديد هوية كل منهم؛ لأن وراء كل شخص اسماً وحياة وعائلة تنتظر إجابات». وأكدت روسيا، من جانبها، أنها «وفت» بالتعهد الذي أعلنته خلال محادثات إسطنبول في الثاني من يونيو (حزيران)، مشيرة إلى أنها أعادت 6060 جثماناً إلى كييف، بحسب كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، وهو رقم يختلف عن ذلك الذي أعلنته كييف. وأضاف ميدينسكي أن موسكو تسلمت في المقابل 78 جثة من كييف، موضحاً أن عمليات تبادل الأسرى «مستمرة». وأعلن وزير الدفاع الروسي استعداده «لتسليم 2239 جثة إضافية لجنود سقطوا في الميدان».
وإعادة جثث العسكريين وتبادل أسرى الحرب يعدّان من المجالات القليلة التي تعاونت فيها كييف وموسكو منذ اندلاع الحرب، وهي النتيجة الملموسة الوحيدة لمفاوضات إسطنبول.