5 July، 2025
عالمية

توافق تركي – بريطاني بشأن جملة من القضايا الدولية والإقليمية

  • يوليو 1, 2025
  • 1 min read
توافق تركي – بريطاني بشأن جملة من القضايا الدولية والإقليمية

أبدت تركيا وبريطانيا توافقاً في الآراء بشأن كثير من القضايا الدولية والإقليمية، واتفقتا على المضي في تعزيز العلاقات بمختلف المجالات، وفي مقدمتها الاستثمار والتجارة والتعاون الدفاعي.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن وجهات نظر البلدين تكاد تكون متطابقة في مجال السياسة الخارجية، وبخاصة فيما يتعلق بقضايا غزة وسوريا والعراق والصراع الإيراني – الإسرائيلي والحرب الروسية – الأوكرانية، لافتاً إلى أن وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا يحظى بدعم بلاده وبريطانيا.

وأضاف فيدان، في تصريحات مشتركة مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، عقب محادثاتهما في أنقرة الاثنين، أن التعاون المكثف بين البلدين في مجالات عديدة، كالاقتصاد والدفاع والتعاون التكنولوجي يسير على نحو ممتاز.

تعاون اقتصادي ودفاعي

ولفت فيدان إلى أن حجم التجارة بين تركيا وبريطانيا يقترب حالياً من هدف 30 مليار دولار، وهو الهدف الذي يسعى إليه البلدان، ويصران عليه بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

فيدان ولامي خلال تصريحات عقب محادثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)

وذكر أن البلدين بذلا جهوداً حثيثة في هذا الشأن خلال السنوات الأخيرة، وأن هناك فرصاً أكبر بكثير في مجال التجارة والاستثمار، وينبغي تحديث اتفاقية التجارة الحرة لدفع هذا التعاون قدماً.

وتابع: «نحن دولتان عضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولسنا من دول الاتحاد الأوروبي، لكن تربطنا علاقات قوية بأوروبا».

وعن التعاون الدفاعي بين تركيا وبريطانيا، قال فيدان إن هناك دراسات أُجريت حول هذا الموضوع، مضيفاً: «تعاوننا في قطاع الصناعات الدفاعية يسير على نحو ممتاز، بدءاً من ملف شراء طائرات (يوروفايتر – تايفون) الذي قطعنا فيه شوطاً جيداً، وصولاً إلى عملنا المشترك في مجالات أخرى، تعمل شركاتنا ومؤسساتنا المعنية بشكل جيد».

ملفات دولية وإقليمية

وذكر فيدان أنه تناول مع نظيره البريطاني القضايا الدولية والإقليمية المختلفة، لافتاً إلى أن «استمرار الاتفاق المبرم بين إيران وإسرائيل، وعدم انتهاك وقف إطلاق النار، والعودة إلى سلام دائم، من أهم الأهداف الاستراتيجية في الوقت الراهن».

وأضاف: «من ناحية أخرى، من المهم لنا إنهاء المأساة في غزة في أقرب وقت ممكن، وتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، وحل هذه المشكلة على أساس حل الدولتين».

وعبّر فيدان عن شكره لنظيره البريطاني على رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيراً إلى أنه ستكون هناك زيارة قريبة من الجانب البريطاني لسوريا، لافتاً إلى أن هذا مجال تعاون مهم لتركيا وبريطانيا، وأن الاستقرار والأمن في سوريا قضية ستفيد المنطقة والعالم أجمع، وأنهما سيواصلان العمل معاً في هذا الشأن».

إردوغان استقبل لامي عقب محادثاته مع فيدان (الرئاسة التركية)

بدوره، قال لامي إن تركيا وبريطانيا شريكان استراتيجيان يتشاركان كثيراً من الأهداف الاستراتيجية، وإن كثرة الاجتماعات بين الجانبين دليل على التعاون الوثيق والروابط الثقافية المتينة بين البلدين.

وأضاف أنه «من المتوقع أن يزور 5 ملايين من مواطنينا تركيا هذا العام»، وأن العديد من الأتراك زاروا بلاده، لافتاً إلى أن هناك شراكات استراتيجية قوية جداً تُشكل أساس العلاقات بين بلاده وتركيا، وأنه بفضل هذا، تمكنا من بناء هذا التعاون القائم بينهما اليوم.

وأشار إلى أن البلدين يعملان معاً لتعزيز تعاونهما، وأن اتفاقية التجارة الحرة ستعزز هذا التعاون أكثر، وننتظر المفاوضات التي ستُجرى بشأن اتفاقية التجارة الحرة في الأسابيع والأشهر المقبلة.

وعبر لامي عن تقدير بلاده للجهود التي تبذلها تركيا لإحلال السلام، لا سيما في الحرب الروسية – الأوكرانية، ووقف الهجمات الروسية على أوكرانيا، وتحقيق السلام في منطقة البحر الأسود، وإعلان وقف إطلاق النار الذي انتظرناه طويلاً.

وأضاف أنه بالنسبة لغزة، نعمل مع تركيا على تخفيف الأزمة الإنسانية هناك، وتحقيق حل الدولتين للشعب الفلسطيني.

وأشار لامي إلى أن التطورات في سوريا كانت أيضاً على جدول أعمال اجتماعه مع نظيره التركي، وأن هناك تعاوناً وثيقاً للغاية في هذا الشأن.

إردوغان استقبل لامي

واستقبل الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وزير الخارجية البريطاني عقب مباحثاته مع فيدان.

وجاء اللقاء بعد أيام قليلة من لقاء إردوغان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على هامش قمة قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي الأسبوع الماضي، حيث بحث معه ملف شراء تركيا مقاتلات من طراز «يوروفايتر – تايفون» التي تشارك بريطانيا في إنتاجها مع ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، والتي تحتاج إليها تركيا لتعزيز قدراتها في الدفاع الجوي، في ظل عقوبات أميركية أخرجتها من برنامج إنتاج وتطوير مقاتلات «إف 35» الأميركية، بسبب حصولها على منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» صيف عام 2017.

السفير الأميركي في أنقرة توم براك (أ.ف.ب)

في السياق ذاته، قال السفير الأميركي لدى تركيا، توم برّاك، في مقابلة مع وكالة «الأناضول» الحكومية إنه يتوقع أن يتمكن الرئيسان الأميركي دونالد ترمب، والتركي رجب طيب إردوغان، من تسوية مسألة العقوبات ذات الصلة بالدفاع المفروضة على تركيا منذ سنوات بحلول نهاية العام.

في السياق ذاته، قال السفير الأميركي بأنقرة، توم براك، إن الرئيسين الأميركي دونالد ترمب، والتركي رجب طيب إردوغان، يمكن أن يعطيا توجيهات لتسوية مسألة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عام 2020 على خلفية شراء تركيا للمنظومة الروسية، بحلول نهاية العام الحالي. وقال براك، في تصريحات الأحد: «نعتقد جميعاً أن هناك فرصة هائلة هنا، إذ إن لدينا زعيمين يثقان بعضهما في بعض».

وناقش إردوغان الملف مع ترمب على هامش قمة «الناتو» وسط تفاؤل بأن يسهم التقارب بينهما في إنهاء العقوبات الأميركية على تركيا.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *