بوتين يتصل بماكرون ويحمّل الغرب مسؤولية النزاع في أوكرانيا

حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب مسؤولية النزاع في أوكرانيا، وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن حلفاء كييف ينتهجون سياسة إطالة أمد الأعمال العدائية من خلال توفير الأسلحة لأوكرانيا، مؤكداً أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون «طويل الأمد». وقد جاء ذلك في اتصال هاتفي هو الأول بينه وبين نظيره الفرنسي منذ عام 2022، وفق ما أعلن الكرملين الثلاثاء.
وجاء في بيان للرئاسة الروسية أن بوتين «ذكّر (ماكرون) بأن النزاع الأوكراني هو نتيجة مباشرة لسياسة الدول الغربية»، عادّاً أن الدول الغربية «تجاهلت لفترة طويلة مصالح روسيا الأمنية»، و«أوجدت موطئ قدم معادياً لروسيا في أوكرانيا». وأبلغ بوتين ماكرون، وفق الكرملين، بأن أي اتفاق سلام يجب أن يكون «شاملاً وطويل الأمد، وأن يلحظ القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وأن يستند إلى حقائق ميدانية جديدة».
وأضاف الكرملين أن بوتين ناقش مع ماكرون المواجهة بين إيران وإسرائيل والضربات الأميركية على منشآت إيران النووية. وذكر أن الزعيمين أكدا ضرورة تسوية أزمة البرنامج النووي الإيراني بالوسائل السياسية والدبلوماسية، وشددا على مسؤولية روسيا وفرنسا في الحفاظ على السلام في الشرق الأوسط ومنع انتشار الأسلحة النووية. وقال الكرملين إن بوتين أكد أيضاً خلال الاتصال أن الصراع الروسي الأوكراني، الذي اندلع قبل أكثر من ثلاث سنوات، هو نتيجة مباشرة للسياسات الغربية.
وبدوره، حضّ الرئيس الفرنسي نظيره الروسي على الموافقة على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا «في أقرب مهلة ممكنة»، بحسب ما كشف الإليزيه. وشدّد ماكرون على «دعم فرنسا الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها»، و«دعا إلى إقرار وقف لإطلاق النار في أقرب مهلة ممكنة وإطلاق مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا للتوصّل إلى تسوية دائمة ومتينة للنزاع». كما ناقش الرئيسان الملف النووي الإيراني، وقررا «تنسيق الجهود والتواصل قريباً لمتابعة هذه المسألة على نحو مشترك»، وفق المصدر عينه.
من جانب آخر، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الثلاثاء، إنه لا يستبعد تسليم صواريخ كروز من طراز «توروس» إلى أوكرانيا استجابة لطلب كييف. وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية (إيه آر دي) «إنه خيار مطروح ولا يزال قائماً». وعلى الرغم من أن ألمانيا من داعمي أوكرانيا الرئيسيين عسكرياً، فإن برلين لم تزود كييف بصواريخ «توروس» التي يتجاوز مداها 480 كيلومتراً.