أكبر ميناء في أوروبا يتجهّز لـ«صراع محتمل مع روسيا»

أفاد تقرير صحافي، اليوم (الثلاثاء)، بأن ميناء روتردام الهولندي الأكبر في أوروبا يخصص مساحة لسفن الشحن العسكرية «تحسباً لصراع محتمل مع روسيا».
ونقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية عن بودوين سيمونز مدير ميناء روتردام قوله إنه سيتم تنسيق العمليات مع ميناء أنتويرب البلجيكي عند تسلم شحنات عسكرية من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا.
وفي مقابلة مع الصحيفة، قال سيمونز: «ليست كل محطة مؤهلة لاستقبال البضائع العسكرية. إذا تطلب الأمر شحن كميات كبيرة من البضائع العسكرية، فسنلجأ إلى أنتويرب أو موانٍ أخرى لتولي بعض السعة، والعكس بالعكس. لقد تضاءل التنافس بيننا شيئاً فشيئاً».
وتُعدّ إجراءات روتردام جزءاً من موجة استعدادات حربية في جميع أنحاء القارة، وفق الصحيفة. وتابع سيمونز: «بالطبع، نتنافس حيثما توجب علينا، لكننا نعمل معاً حيثما أمكن».
وأكدت وزارة الدفاع الهولندية أنه بناءً على طلب حلف شمال الأطلسي «الناتو» ستوفر روتردام مساحة للشحنات العسكرية، حسب الصحيفة. وصرح سيمونز بأن سفينة واحدة أو أكثر سترسو على الرصيف لعدة أسابيع، أربع أو خمس مرات سنوياً، مع إمكانية تغيير الموقع.
يُعِدّ الاتحاد الأوروبي خطة إعادة تسليح تصل قيمتها إلى 800 مليار يورو، سعياً منه لتعزيز اكتفائه الذاتي في الدفاع استجابةً لمطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ولردع العدوان الروسي مع دخول غزو فلاديمير بوتين الشامل لأوكرانيا عامه الرابع. وقد تعهدت هولندا، إلى جانب حلفائها في حلف الناتو، بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال أمس (الاثنين)، إنه لا يمكن التوصل إلى تسوية مستدامة للصراع في أوكرانيا من دون القضاء على ما وصفها بالتهديدات الناجمة عن تمدد حلف شمال الأطلسي شرقاً.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء عن لافروف قوله إن موسكو لا تعتزم شن أي هجمات على دول أوروبا، مشدداً على أن التهديد الروسي جزء مما سمَّاها «الدعاية الغربية» المعادية لبلاده.
وتعد محطة حاويات روتردام المكان الوحيد الذي يُمكن فيه للميناء نقل الذخيرة بأمان من سفينة إلى أخرى. كما ستُجرى تدريبات عسكرية برمائية عدة مرات سنوياً. سبق للميناء التعامل مع الأسلحة، مع زيادة ملحوظة خلال حرب الخليج عام 2003، ولكن حتى في ذروة الحرب الباردة، لم يكن لديه رصيف مخصص.