هل سيقلب «المشروع الكبير والجميل» موازين القوى في الكونغرس؟

بعد نشوة النصر، وإقرار الكونغرس بمجلسَيْه مشروع ترمب «الكبير والجميل» الذي حظي بتوقيع الرئيس الأميركي في الرابع من يوليو (تموز) الحالي، وسط مشاهد احتفالية حافلة تزامنت مع إحياء عيد الاستقلال الأميركي، ينظر الجمهوريون اليوم بقلق إلى المرحلة المقبلة، تحديداً الانتخابات النصفية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2026، فالديمقراطيون كشّروا عن أنيابهم وباشروا رسم استراتيجيات لمهاجمة المرشحين الجمهوريين في دوائرهم الانتخابية عبر تسليط الضوء على انعكاسات المشروع على حياة الناخبين.
اقتطاعات كبيرة
ولعلّ أبرز بند يركز عليه المنتقدون هو الاقتطاعات الكبيرة في مجال الرعاية الصحية الفيدرالية «ميديكايد»، التي وصلت إلى قرابة تريليون دولار. وستؤثر هذه الاقتطاعات بشكل كبير على الولايات المختلفة، خصوصاً على المشرعين الذين يخوضون سباقات حامية.
فقد أعلن كل من زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وفي النواب حكيم جيفريز، أنهما سيركزان على قضية «ميديكايد» في الانتخابات التمهيدية بالولايات المتأرجحة، مثل ولاية ماين حيث سيخسر قرابة 40 ألف شخص رعايتهم الصحية، وميشيغان حيث يصل العدد إلى نحو 200 ألف، ثم بنسلفانيا التي قد يخسر فيها 300 ألف ناخب هذه الرعاية، وصولاً إلى ولاية كارولاينا الشمالية التي ستشهد خسارة أكثر من 600 ألف من سكانها للرعاية الصحية، وذلك حسب سيناتور الولاية الجمهوري توم تيليس الذي صوّت ضد المشروع، معلناً في الوقت نفسه تقاعده بعد وابل من الانتقادات التي تعرّض لها من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أعرب عن غضبه الشديد من «انشقاق» السيناتور.
تأثير ماسك
وبينما لن تصبح بعض الاقتطاعات في المشروع سارية المفعول إلى ما بعد الانتخابات النصفية، حسب بنوده، يأمل الديمقراطيون في انتزاع مقاعد من الجمهوريين تضمن لهم الأغلبية في المجلسَيْن، ولديهم أكثر من جبهة يستطيعون التعويل عليها، فبالإضافة إلى الرعاية الصحية، يفرض المشروع اقتطاعات على برامج المساعدات الغذائية، وهو ما سيؤثر كذلك على الناخبين في كل الولايات.
من ناحيتهم، ينفي الجمهوريون النطاق الواسع لهذه الاقتطاعات، ويركزون بشكل أساسي على الإعفاءات الضريبية التي يشملها المشروع، لكنهم لا يقفون في مواجهة الديمقراطيين فحسب، بل يتعرضون لنيران غضب حليف ترمب السابق إيلون ماسك الذي توعّد بدعم مرشحين لمواجهة الجمهوريين الذين صوّتوا لصالح المشروع. ومما لا شك فيه فإن ضخ أموال طائلة من قِبل الملياردير الأميركي من شأنه أن يؤثر بشكل من الأشكال على السباق، لكن السؤال الأساسي سيكون إلى أي مدى ستتمسك القاعدة الشعبية لترمب بحزبه؟ فحتى الساعة لم يتزعزع هذا الدعم، وخير دليل على ذلك تصويت غالبية الجمهوريين في المجلسَيْن على المشروع رغم تحفظات كثيرين منهم على بنوده.