25 May، 2025
سياسية

في بلد أنهكته الحرب.. سورية تؤوي آلاف الحيوانات المشردة بدمشق

  • مايو 25, 2025
  • 0 min read
في بلد أنهكته الحرب.. سورية تؤوي آلاف الحيوانات المشردة بدمشق

في بلد مزقته سنوات الحرب وأثقلته الأزمات الاقتصادية والمعيشية، بزغ نور إنساني نادر من بين ركام الإهمال، تقوده ناشطة سورية قررت أن تمنح الحياة لآلاف الأرواح المنسية في شوارع العاصمة دمشق.. ليس من البشر هذه المرة، بل من الكلاب والقطط التي وجدت في مبادرتها مأوى ورحمة.

هنادي المحتسب، ناشطة سورية بمجال حقوق الحيوان
هنادي المحتسب أطلقت مبادرة فردية لإنقاذ الحيوانات المشردة في دمشق خلال سنوات الحرب (الأناضول)

وبعيدا عن أضواء الإعلام، وفي منطقة “الصبورة” جنوب غرب دمشق، تحوّلت مبادرة فردية أطلقتها الناشطة هنادي المحتسب قبل نحو عقد من الزمن إلى عمل مؤسسي يحمل اسم جمعية ستار (الفريق السوري لإنقاذ الحيوانات)، ويعد اليوم واحدا من أكبر ملاجئ الحيوانات في سوريا.

ناشطة تؤوي آلاف الحيوانات المشردة بدمشق
هنادي حولت جهدا شخصيا إلى جمعية مجتمعية تؤوي آلاف الكلاب والقطط (الأناضول)

وداخل مأوى تصل مساحته إلى نحو دونمين (2000 متر مربع)، تؤوي الجمعية حوالي 1830 كلبا و816 قطة، معظمها كانت تعيش في الشوارع قبل أن تنقذها الجمعية من خطر الموت جوعا أو مرضا، أو من تداعيات الحرب التي لم تترك كائنا حيّا إلا أصابته بضرر.

هنادي المحتسب، ناشطة سورية بمجال حقوق الحيوان
الناشطة السورية تقود “جمعية ستار” الملاذ الآمن لمئات الحيوانات المهددة (الأناضول)

وتقول هنادي المحتسب إن “الفكرة بدأت عام 2014 كمبادرة صغيرة مع مجموعة من المتطوعين، تزامنا مع تصاعد الأزمة في سوريا، حيث لاحظنا أعدادا متزايدة من الحيوانات المشردة التي فقدت مصادر الغذاء والرعاية، وبعضها كان مهددا بالقتل”.

هنادي المحتسب، ناشطة سورية بمجال حقوق الحيوان
المأوى في منطقة الصبورة يضم أكثر من 2600 كلب وقطّة (الأناضول)

ورغم التحديات الكبيرة، من نقص التمويل وغياب الدعم الرسمي، وتهديدات بعض السكان الرافضين لوجود الملجأ قربهم، واصلت المحتسب وفريقها عملهم التطوعي، حتى تمكنوا من تأسيس كيان مجتمعي يعنى بحقوق الحيوان، ويوفر له الرعاية البيطرية والمأوى والطعام.

ناشطة تؤوي آلاف الحيوانات المشردة بدمشق
هنادي واجهت الإهمال المجتمعي والنقص الحاد في الموارد بإصرار وحب للحيوان (الأناضول)

وتضيف الناشطة السورية: “نحن لا ننقذ الحيوانات فقط، بل نعلّم الناس احترام الكائنات الحية، ونكافح ثقافة العنف ضد الحيوان التي تفاقمت بفعل الحرب والضغوط الاقتصادية”.

وتسعى “جمعية ستار” إلى توسيع نشاطها ليشمل حملات توعية في المدارس والجامعات حول أهمية الرفق بالحيوان، إلى جانب العمل على إنشاء قاعدة بيانات لتوثيق الحيوانات المفقودة والمحتاجة للرعاية.

وفي ختام حديثها، تؤكد المحتسب أن رسالتها تتجاوز الجانب البيطري إلى الإنساني: “نحن نؤمن بأن الرأفة بالحيوان انعكاس للرقي المجتمعي.. وما دام فينا عطف على الضعفاء، فثمة أمل لسوريا أكثر رحمة”.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *