20 June، 2025
عالمية

تقرير: تمدد المتطرفين يهدد سواحل الأطلسي في ظل تراجع الدعم الغربي

  • يونيو 17, 2025
  • 0 min read
تقرير: تمدد المتطرفين يهدد سواحل الأطلسي في ظل تراجع الدعم الغربي

مع انسحاب تدريجي للمساعدات العسكرية الأميركية وتراجع الانخراط الغربي، تمددت الجماعات المتطرفة من عمق منطقة الساحل نحو السواحل الأطلسية، مستهدفة دولاً كانت تُعد حتى وقت قريب نماذج للاستقرار النسبي، مثل ساحل العاج وغانا وتوغو وبنين. وفقاً لتقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».

تقدم مقلق وغياب دولي

في عام 2023 وحده، سجّلت منطقة الساحل ما يقرب من نصف الوفيات الناتجة عن هجمات إرهابية حول العالم، وفق تقارير أممية. وبينما تواجه دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو تحديات كبرى تحت حكم مجالس عسكرية، باتت دول الساحل المطلّة على المحيط في موقع دفاعي متقدم، دون ضمانات لاستمرار الدعم الغربي.

ويحذر الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأميركية لأفريقيا، من أن وصول الجماعات المتطرفة إلى الساحل سيمكّنها من تمويل عملياتها عبر التهريب والاتجار بالبشر والأسلحة، مؤكداً أن تهديدها قد يمتد إلى السواحل الأميركية نفسها.

قلق متزايد من الداخل

تقف بلدة توغبو على الخط الأمامي لهذا التهديد، حيث تتقاطع الحدود مع بوركينا فاسو، وتنتشر نقاط التفتيش الأمنية. ورغم هذه الإجراءات، تشير شهادات ميدانية إلى أن المتمردين يتحركون بحرية نسبية داخل المجتمعات المحلية، يتخفّون بين المدنيين، ويجنّدون الشباب العاطلين عن العمل عبر الإغراء المالي أو الترهيب.

تقول كاديدجا باري، زعيمة مجتمعية في بلدة دوروبو الحدودية: «أولادنا ينضمون إلى هذه القمامة»، في إشارة إلى التنظيمات المتطرفة، مضيفة: «نحذر الأمهات يومياً: أبعدن أبناءكن عنهم، إنهم عصابات مافيا».

ويُتهم المتطرفون باستهداف قبائل الفولاني لتجنيد عناصر جديدة، ما فاقم التمييز ضدهم في بعض المناطق. وتفيد مصادر طبية بأن عناصر متطرفة تتسلل ليلاً إلى المراكز الصحية لتلقي العلاج، بينما أصبح متنزه كوموي الوطني المجاور بؤرة عنف ومحظوراً الدخول إليه.

تحركات حكومية متسارعة… ولكن

استجابت السلطات العاجية عبر تعزيز انتشار الجيش على الحدود، وتوسيع عمليات الاستخبارات، وبناء قواعد عسكرية جديدة، أبرزها في كافولو التي كانت قد شهدت هجومين داميين، لكن ضباطاً يعترفون بأن المؤسسة العسكرية قللت سابقاً من حجم التهديد، قبل أن تدرك متأخرة أن المتطرفين يكسبون أرضاً ونفوذاً.

وتحاول جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، تقديم نفسها كمدافع عن حقوق المجتمعات المهمشة، غير أن مؤشر الإرهاب العالمي رصد ارتفاعاً في وتيرة العنف المنسوب إليها، خصوصاً في عام 2023 الذي كان الأكثر دموية منذ تأسيسها.

أزمة ثقة وشباب على الهامش

لم تقتصر الاستراتيجية العاجية على المقاربة الأمنية، بل شملت برامج تنموية بتمويل دولي، تضمنت تجديد البنية التحتية وتدريب عشرات الآلاف من الشباب، لكن النتائج على الأرض لم ترقَ إلى مستوى التحدي، بحسب شهادات محلية.

يقول وزير الشباب مامادو توري: «إما أن نوفّر حلولاً مبتكرة لمشكلة البطالة، أو سنواجه قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة».

وفي مدينة كورهوغو، عبّر شابان تلقيا تدريباً مهنياً عن خيبة أملهما، قائلين إنهما لا يحصلان إلا على «صابون مجاني في عطلة نهاية الأسبوع من صاحب الورشة». وفي بلدة أوانغولودوغو، ويعلّق زعيم شبابي قائلاً: «نُدرّبهم، ثم ماذا؟ يأتي الإرهابي ويعرض عليهم دراجة نارية جديدة… فماذا ننتظر؟».

انفجار وشيك؟

المشهد في غرب أفريقيا يبدو أكثر هشاشة من أي وقت مضى، وسط تراجع الثقة بالالتزامات الدولية، واستفادة الجماعات المتشددة من ثغرات التنمية والفقر والبطالة. وبينما تتجه الأنظار إلى المحيط الأطلسي بوصفه مسرحاً محتملاً للمواجهة المقبلة، فإن المجتمعات الحدودية لا تزال وحدها في خط النار، تعيش القلق وتنتظر المجهول.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *