بريطانيا تحظر مجموعة «بالستاين أكشن» بموجب قانونها لمكافحة الإرهاب

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر الاثنين، أنها ستحظر مجموعة «بالستاين أكشن» أو «العمل من أجل فلسطين»، بعدما اقتحم عدد من ناشطيها أكبر قاعدة جوية بريطانية الأسبوع الماضي.
وقالت كوبر إن تخريب طائرتين في قاعدة برايز نورتن التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في جنوب إنجلترا الجمعة، أمر «مشين»، مضيفة أن للمجموعة «سجلاً طويلاً من التخريب الإجرامي غير المقبول».
وجاءت تصريحاتها في بيان خطي، بينما تجمع أنصار للمجموعة في وسط لندن، احتجاجاً على القرار الذي ترددت أنباء واسعة النطاق عن إعلانه، الاثنين.
وقالت كوبر في البيان: «في عدة هجمات، ارتكبت (بالستاين أكشن) أعمالاً ألحقت أضراراً جسيمة بممتلكات بهدف دعم قضيتها السياسية والتأثير على الحكومة».
وأضافت أنها ستقدم مشروع قرار إلى البرلمان الاثنين المقبل، وفي حال إقراره، ستُحظر المجموعة بموجب قانون الإرهاب البريطاني لعام 2000.
وذكّرت كوبر بهجمات على مصنع «تاليس» للصناعات الدفاعية في غلاسجو عام 2022، وهجومين العام الماضي ضد شركة «إنسترو بريسيجن» في كينت بجنوب شرقي إنجلترا، وشركة «إلبيت سيستمز يو كيه» في بريستول بجنوب غربي البلاد.
وأضافت كوبر أن «مثل هذه الأحداث لا تمثل احتجاجاً مشروعاً أو سلمياً».
وسيُجرّم الحظر بموجب قوانين الإرهاب الانتماء إلى المجموعة أو دعمها، ويُعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً.
وقالت كوبر إنّ «مؤسسة الدفاع البريطانية حيوية للأمن القومي للبلاد، ولن تتهاون هذه الحكومة مع من يعرّض هذا الأمن للخطر».
وأكدت أن قرارها «يتعلق بمنظمة (بالستاين أكشن) تحديداً، ولا يؤثر على مجموعات الاحتجاج القانونية، وغيرها من المنظمات التي تناضل من أجل قضايا فلسطين أو الشرق الأوسط».
وتُجري شرطة مكافحة الإرهاب تحقيقات في حادثة الجمعة، التي يُتهم فيها اثنان من الناشطين برشّ طلاء أحمر على طائرة أثناء تجولهما في القاعدة على دراجات سكوتر.
والشهر الماضي، أعلنت مجموعة «بالستاين أكشن» مسؤوليتها عن تخريب طائرة عسكرية أميركية في آيرلندا.
ويترتب على هذا القرار أن دعم المنظمة أو الانتماء إليها سيمثل جريمة جنائية، تصل أقصى عقوبة لها إلى السجن لمدة 14 عاماً.
ويأتي هذا في الوقت الذي اشتبك فيه متظاهرون داعمون لمنظمة «فلسطين أكشن» مع الشرطة، خلال مظاهرة في وسط لندن.
وقال مسؤولون إن اثنين من أعضاء المنظمة دخلا قاعدة القوات الجوية الملكية في بريز نورتون الأربعاء، وقاما بتخريب طائرتين بواسطة طلاء أحمر. وأصدرت المنظمة مقاطع فيديو تظهر أحد النشطاء وهو يرش الطلاء داخل محركات الطائرة.
وقالت المنظمة إن بريطانيا تواصل «إرسال شحنات عسكرية وإرسال طائرات تجسس للتحليق فوق غزة، وتزود المقاتلات الأميركية والإسرائيلية بالوقود»، ونددت ببريطانيا باعتبارها «مشاركاً نشطاً في الإبادة الجماعية بغزة، وجرائم الحرب بجميع أنحاء الشرق الأوسط».
وحظر حركة «فلسطين أكشن» يضعها على القائمة ذاتها التي تضم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، بموجب القانون البريطاني، إذ يحظر على أي شخص الترويج لها أو تنظيم اجتماعات، أو حمل شعارها في الأماكن العامة. وقد يواجه من يخالف هذه القواعد عقوبة تصل إلى السجن 14 عاماً.
ودأبت الحركة على استهداف مواقع بريطانية ذات صلة بشركة الصناعات الدفاعية الإسرائيلية «إلبيت سيستمز»، وغيرها من الشركات في بريطانيا المرتبطة بإسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة عام 2023.
واقتحم اثنان من نشطاء حركة «فلسطين أكشن» قاعدة للقوات الجوية الملكية البريطانية في وسط إنجلترا يوم الجمعة، وقاما برش طلاء أحمر على محركات طائرتين طراز «فوياجر»، وأحدثا مزيداً من الأضرار باستخدام عتلات، في أبرز تحرك للحركة حتى الآن.
وقالت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر في بيان للبرلمان الاثنين: «الهجوم المشين على (قاعدة) برايز نورتون… هو الأحدث في تاريخ طويل من الأضرار الإجرامية غير المقبولة التي قامت بها حركة (فلسطين أكشن)».
وأضافت أن «المؤسسة الدفاعية البريطانية حيوية للأمن القومي للبلاد، وهذه الحكومة لن تتسامح مع من يعرضون هذا الأمن للخطر».
وأشارت إلى أن تصرفات الحركة أصبحت أكثر عدوانية، وتسببت في أضرار بملايين الجنيهات. ويمنح القانون البريطاني لوزير الداخلية صلاحية حظر أي جماعة، إذا كان يُعتقد أنها ترتكب الإرهاب أو تشجعه أو «متورطة فيه بأي شكل آخر». وسيُعرض أمر الحظر على البرلمان في 30 يونيو (حزيران)، وسيدخل حيز التنفيذ في حال الموافقة عليه.
ووصفت حركة «فلسطين أكشن» التي تقول إن بريطانيا «شريك فعال» في الصراع بغزة بسبب الدعم العسكري الذي تقدمه لإسرائيل، الحظر بأنه «رد فعل غير متوازن» ستطعن عليه، واتهمت كوبر بتقديم سلسلة من «الادعاءات الكاذبة بشكل قاطع». وقالت في بيان: «الجريمة الحقيقية هنا ليست رش الطلاء الأحمر على هذه الطائرات الحربية».