5 July، 2025
عالمية

موسكو تحذّر من استخدام سيناريو «الثورات الملونة» في صربيا

  • يوليو 1, 2025
  • 1 min read
موسكو تحذّر من استخدام سيناريو «الثورات الملونة» في صربيا

حذّر الكرملين من تحول الاحتجاجات في صربيا إلى سيناريو «الثورات الملونة»، الذي تقول موسكو إن الغرب دعمه في عدد من البلدان السوفياتية السابقة. وأكدت دعمها التدابير التي اتخذتها السلطات في البلد الذي يعد أقرب حلفاء موسكو في القارة الأوروبية.

وأعرب الناطق الرئاسي الروسي، ديمتري بيسكوف، عن ثقة بأن «القيادة الصربية سوف تتمكن من استعادة الأمن والنظام في البلاد قريباً». وقال إن موسكو «لا تستبعد استخدام تقنيات لإثارة ثورات ملونة خلال الاحتجاجات في صربيا». وأوضح الناطق باسم الكرملين أنه «على الرغم من أن صربيا، بطبيعة الحال، تتعرض لضغوط غير مسبوقة، فإننا لا نستبعد استخدام التقنيات المعروفة لإثارة الثورات الملونة هناك».

رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش يلقي كلمة في مؤتمر «تمويل التنمية» في إشبيلية الاثنين (رويترز)

وشهدت صربيا احتجاجات حاشدة خلال الأيام الماضية، وصلت إلى ذروتها الأحد بعد انتهاء المهلة التي منحها الطلاب المحتجون وأنصار المعارضة للقيادة الصربية. وطالب المحتجون بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذي شاركوا في البداية بتحديد موعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ووجهوا اتهامات إلى السلطات بالفساد. كما طالبوا بإزالة خيام أنصار الرئيس الصربي من أمام مبنى الجمعية النيابية للبلاد، وإفساح المجال أمام المعارضة لممارسة حقها في الاعتراض والتجمهر. وبعد انقضاء المهلة مساء السبت، صعَّد المعارضون تحركاتهم الاحتجاجية ووضعوا مساء الأحد شرطاً جديداً تمثل في إطلاق سراح جميع المعتقلين من المشاركين في الاحتجاجات.

ومع إعلان الكرملين دعمه لتحرك السلطات في مواجهة موجة الاحتجاجات الواسعة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تأمل في «أن ينتهي التوتر في صربيا على أساس دستور البلاد وقوانينها» وأشار إلى أن القيادة الصربية «أبدت استعداداً للحوار مع المتظاهرين».

متظاهر يحاول منع شرطيين من إزاحة مكب للنفايات وسط الشارع في العاصمة بلغراد الاثنين (أ.ف.ب)

وقال لافروف للصحافيين، الاثنين: «نراقب الوضع، ونهتم بتهدئة هذه الاضطرابات، كما صرّح رئيس صربيا (ألكسندر) فوتشيتش، على أساس دستور وقوانين هذه الدولة الصديقة».

وأوضح الوزير: «نأمل من الدول الغربية، التي عادةً ما تسعى لاستغلال بعض الأحداث الداخلية في مختلف البلدان لتحقيق مصالحها على حساب مصالح شركاء آخرين للبلد المعني، ألا تنخرط في هذه المرة أيضاً في دعم وترويج ثوراتها الملونة».

وحملت عبارات لافروف وتعليق الكرملين إشارات إلى تحركات احتجاجية أسفرت عن إطاحة السلطات الموالية لموسكو في عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة. وقالت موسكو في حينها إن التحركات كانت مدعومة من الخارج وهدفت إلى زعزعة الأوضاع الداخلية في هذه البلدان وبينها أرمينيا وقيرغيزستان وأوزبكستان وكازاخستان ومولدوفا. فضلاً عن الاحتجاجات التي شهدتها أوكرانيا في 2014 وكانت سبباً في اندلاع الحرب التي ما زالت فصولها مستمرة حتى الآن.

متظاهرون أمام رجال شرطة في العاصمة بلغراد الاثنين (أ.ب)

وأشار لافروف إلى أن موسكو تدعو المتظاهرين في صربيا إلى «الالتزام الصارم بقوانين صربيا». وأشاد بجدية القيادة الصربية في دعوتها للحوار ورأى أن «الحوار هو السبيل الوحيد لحل أي مشكلة».

بدوره، أشاد الرئيس الصربي بموقف الكرملين ووزير الخارجية الروسي، وأعرب عن «شكر على تفهمهما للوضع في صربيا».

وقال فوتشيتش للصحافيين على هامش مشاركته في مؤتمر دولي حول التنمية ينعقد حالياً في إسبانيا: «شكراً لسيرغي (لافروف) على تفهمه التام، وشكراً للمحللين الروس النادرين الذين لاحظوا أمراً واحداً – أن فوتشيتش سيكون صعب المراس، وأنا لست ممن فروا من صربيا… أريد أن أبلغهم أن صربيا انتصرت، وأنا سعيد باستمرار التعاون مع الاتحاد الروسي».

وفي وقت سابق، صرّح وزير الداخلية إيفيكا داتشيتش بإصابة 48 موظفاً في وزارة الداخلية خلال أعمال الشغب التي شهدتها بلغراد ليلة الأحد، واعتُقل 77 شخصاً. وأضاف أن 22 شخصاً تلقوا رعاية طبية طارئة، اثنان منهم في حالة خطيرة.

وأفادت إذاعة وتلفزيون صربيا باعتقال ثمانية مشتبه بهم آخرين في «جرائم ضد النظام الدستوري يوم الأحد». في حين وصفت رئيسة البرلمان ورئيسة الوزراء السابقة آنا برنابيتش الاحتجاجات بأنها هدفت إلى تقويض صربيا وإدخال البلاد في حرب أهلية.

وتعد روسيا فوتشيتش الذي يتربع على مقعد الرئاسة منذ 12 سنة حليفاً وثيقاً لها، وزار الزعيم الصربي موسكو في التاسع من مايو (أيار) لحضور العرض العسكري الذي أقيم لإحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

متظاهرون يقطعون طريقاً رئيسياً للمطالبة بإطلاق سراح رفاق لهم في بلغراد الأحد (أ.ف.ب)

وأثارت احتجاجات في أنحاء صربيا على مدى أشهر، شملت إغلاق الجامعات، قلق فوتشيتش الذي تنتهي ولايته الثانية في عام 2027، حين تجرى أيضا انتخابات برلمانية.

وقال فوتشيتش إن «قوى أجنبية» لم يحددها كانت وراء تأجيج الاحتجاجات وإن المتظاهرين حاولوا «الإطاحة بصربيا» لكنهم فشلوا.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *